اللهم أشهد أني ما ذهبت قط إلى الجامعة أو إلى وزارة المعارف إلا كانت هذه القصة ملء قلبي ، وإلا ذكرت أني كنت سعيداً حين تعلمت على حساب الدولة فمن الحق عليَ أن أتيح بعض هذه السعادة لأكبر عدد ممكن من شباب مصر ولو استطعت لأتحتها لهم جميعاً .
***
لا يكاد السامع يسمعه حتى يستحضر إناء من الزجاج وإناء من الفخار قد أصابه شق يسير فهو لا يرسل الصوت إذا مس لإلا حدثنا بهذا الانحطام .
***
أقبل فحيا ثم تقدم يسعى حتى إذا بلغ مكانه جلس وكأنه الكثيب المنهال فكان الناظر إليه يسأل نفسه لأول وهلة أيرى إنساناً جالساً أم يرى كومة من الرمل قد استخفى فيها شخص ضئيل لا يكاد يظهر منه إلا تقاطيع وجهه ضئيلة غائرة خليقة ألا تُرى .. لولا هذا الصوت الذي يخرج منه ضئيلاً نحيلاً ، ولولا هذا الشرر المتطاير من عينين صغيرتين لا تفتح عنهما الجفون إلا في بطء بطيء وثقل ثقيل كأنهما تشد بخيط قد ركب في قفاه ، وقام شخص من ورائه يجذبه متكلفاً بين حين وحين .
***
رشيق الحركة كثير الاضطراب لا يعرف السعي الهادئ ولا المشي المطمئن وإنما كان يجري على الأرض أو كان يجري فوق الأرض ، كأنه شيء من هذه الحيوانات الصغيرة الخفيفة التي ملئت نشاطاً وقوة وحياة والتي تريد أن تطير في الجو لولا أن الله لم يرزقها جناحين .
***
ولم تكن هذه حاله إذا انتقل من حيز إلى حيز فحسب ، وإنما كانت هذه حاله أيضاً إذا استقر في مكان وأقبل على عمل من الأعمال .
فقد كان متحركاً دائماً مضطرباً دائماً ، لا تكاد العين تلحظه إلا رأت شيئاً في شخصه يتحرك ، فوجهه ملتفت مرة إلى يمين ومرة إلى شمال ، ورأسه يرتفع حيناً أو ينخفض حيناً آخر ، ويداه تذهبان وتجيئان ورجلاه تداعبان الأرض مداعبة متصلة ، ولسانه لا يكاد يستقر في فمه وإنما متحرك ببعض القول .
***
ولم يكن شخصه المعنوي أقل حركة واضطراباً من شخصه المادي ، فقد كان عقله مفكراً دائماً ، وكان قلبه متوثباً دائماً ، وكان انطلاق لسانه في فمه مصوراً دائماً لهذا العقل الذي لايني في التفكير ولهذا القلب الذي لا يفتر عن الشعور .
***
وهاتان الشفتان المنفرجتان اللتان لا تجتمعان إلا في شيء من العناء سواء تكلم صاحبنا أو لبث صامتاً ، وهذا التهدل والترهل في وجهه الضخم ، وجسمه الذي يريد الشحم أن يكسوه فلا يستطيع ، وهذه الحركات البطيئة المتكسرة والمتعسرة التي تخيل إلى من يراها أنها تصدر عن مجموعة عصبية قد شملها الفتور وأخذ يشبع فيها الفناء ..
***
يبلغ سريره فيلقي نفسه عليه إلقاء ويستسلم للنوم استسلاماً ، وما أكثر ما كان يقبل على السرير وهو يبغضهما أشد البغض ، ويمقتهما أقبح المقت ، ولكن لا بد مما ليس منه بد ، على أن النوم لا يلبث أ، يطبق عليه إطباقاً ويضمه ضماً عنيفاً ثقيلاً قصيراً ..
***
لا يكاد السامع يسمعه حتى يستحضر إناء من الزجاج وإناء من الفخار قد أصابه شق يسير فهو لا يرسل الصوت إذا مس لإلا حدثنا بهذا الانحطام .
***
أقبل فحيا ثم تقدم يسعى حتى إذا بلغ مكانه جلس وكأنه الكثيب المنهال فكان الناظر إليه يسأل نفسه لأول وهلة أيرى إنساناً جالساً أم يرى كومة من الرمل قد استخفى فيها شخص ضئيل لا يكاد يظهر منه إلا تقاطيع وجهه ضئيلة غائرة خليقة ألا تُرى .. لولا هذا الصوت الذي يخرج منه ضئيلاً نحيلاً ، ولولا هذا الشرر المتطاير من عينين صغيرتين لا تفتح عنهما الجفون إلا في بطء بطيء وثقل ثقيل كأنهما تشد بخيط قد ركب في قفاه ، وقام شخص من ورائه يجذبه متكلفاً بين حين وحين .
***
رشيق الحركة كثير الاضطراب لا يعرف السعي الهادئ ولا المشي المطمئن وإنما كان يجري على الأرض أو كان يجري فوق الأرض ، كأنه شيء من هذه الحيوانات الصغيرة الخفيفة التي ملئت نشاطاً وقوة وحياة والتي تريد أن تطير في الجو لولا أن الله لم يرزقها جناحين .
***
ولم تكن هذه حاله إذا انتقل من حيز إلى حيز فحسب ، وإنما كانت هذه حاله أيضاً إذا استقر في مكان وأقبل على عمل من الأعمال .
فقد كان متحركاً دائماً مضطرباً دائماً ، لا تكاد العين تلحظه إلا رأت شيئاً في شخصه يتحرك ، فوجهه ملتفت مرة إلى يمين ومرة إلى شمال ، ورأسه يرتفع حيناً أو ينخفض حيناً آخر ، ويداه تذهبان وتجيئان ورجلاه تداعبان الأرض مداعبة متصلة ، ولسانه لا يكاد يستقر في فمه وإنما متحرك ببعض القول .
***
ولم يكن شخصه المعنوي أقل حركة واضطراباً من شخصه المادي ، فقد كان عقله مفكراً دائماً ، وكان قلبه متوثباً دائماً ، وكان انطلاق لسانه في فمه مصوراً دائماً لهذا العقل الذي لايني في التفكير ولهذا القلب الذي لا يفتر عن الشعور .
***
وهاتان الشفتان المنفرجتان اللتان لا تجتمعان إلا في شيء من العناء سواء تكلم صاحبنا أو لبث صامتاً ، وهذا التهدل والترهل في وجهه الضخم ، وجسمه الذي يريد الشحم أن يكسوه فلا يستطيع ، وهذه الحركات البطيئة المتكسرة والمتعسرة التي تخيل إلى من يراها أنها تصدر عن مجموعة عصبية قد شملها الفتور وأخذ يشبع فيها الفناء ..
***
يبلغ سريره فيلقي نفسه عليه إلقاء ويستسلم للنوم استسلاماً ، وما أكثر ما كان يقبل على السرير وهو يبغضهما أشد البغض ، ويمقتهما أقبح المقت ، ولكن لا بد مما ليس منه بد ، على أن النوم لا يلبث أ، يطبق عليه إطباقاً ويضمه ضماً عنيفاً ثقيلاً قصيراً ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق