احساس مجروح

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الادب العالمى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الادب العالمى. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 24 أكتوبر 2010

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> الموسيقا

LA MUSIQUE
*
غالياً ما تحملني الموسيقا كما يحملني موج البحر
نحو نجمي الشاحب
وتحت سقف من الضباب أو في أثير واسع
أبحر
فأتسلق متن الأمواج المتراكمة التي يحجبها عني الليل
وصدري إلى الأمام ورئتاي منفوختان
كأنهما من قماش
إني لأشعر في داخلي بكل انفعالات
مركب مشرف على الغرق
وأشعر بالريح المواتية وبالعاصفة واختلاجاتها
تهدهدني فوق اللجة المترامية
وأحياناً أخرى أسمعها هادئة ملساء
كأنها مرآة يأسي الكبيرة
*
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار
جورجيت الطيّار

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> الغليون

LA PIPE
*
أنا غليون لأحد الكتّاب
فمن يتأمل سحنتي الحبشية
يدرك أن صاحبي مُكثرٌ من التدخين
فعندما يغمره الألم
يطلق الدخان كمدخنة كوخ
يُعَدّ في مطبخه الطعام
انتظاراً لعودة صاحبه الفلاح
إنب أعانق وأهدهد روحه
في شبكة من الدخان الأزرق
الذي يطلقه فمي الملتهب
وأصنع بلسماً قوياً يسحر قلبه
ويشفي فكره من التعب
*
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار
جورجيت الطيّار

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> البوم

LES HIBOUX
*
تحت الأشجار السود تجثم طيور البوم
مختبئات في صفوف منتظمة
شاخصات بعيونهن الحُمر
كأنها آلهة غريبة. إنهن يتأملن
وبلا حراك يمكثن حتى الساعة الكئيبة
التي يوطد فيها الظلام سيطرته
طارداً أشعة الشمس المنحرفة
موقفهنّ هذا يعلم الحكيم أن يخشى
في هذا العالم
الحركة والزحام
فالإنسان الذي يسكره خيال عابر
يحمل معه دائماً عقابه
الذي يكمن في إرادة تغيير مكانه
*
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار
جورجيت الطيّار

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> أحزان القمر

TRISTESSES DE LA LUNE
*
يحلم القمر بمزيد من الاسترخاء هذا المساء
كأنه حسناء تتكئ على وسائدها
تداعب بيد ذاهلة خفيفة حوافّ نهديها
قبل أن يستولي عليها النوم
وتستسلم متهالكة لانتشاءات طويلة
كأنها على متن حريري لركام ثلجي هشّ
وعيناها تجولان على الرُّؤى البيض
التي تتصاعد كأنها الأزهار في زرقة السماء
وعندما تدع دمعة خفيفة تسقط احياناً
على هذا المصباح وهي في مللها الكسول
يتناولها شاعر تقي عدوّ للرقاد
في راحة يده. هذه الدمعة الشاحبة
ذات الانعكاسات القزحية
كأنها قطعة من حجر كريم
ويخفيها في قلبه بعيداً عن عيون
الشمس
*
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار
جورجيت الطيّار

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> نشيد الخريف

SONNET D'AUTOMNE
*
عيناك الصافيتان كالكريستال تقولان لي
أيها العاشق الغريب الأطوار
ما هي مزيتي في نظرك ؟
كوني فاتنة والزمي الصمت
فقلبي الذي يثيره كل شيء
ما خلا براءة الوحش القديم
لا يود إطلاعك على سرّه الجهنمي
ولا على أسطورته السوداء المكتوبة باللهب
أيتها المرأة التي تدعوني يداها المهدهدتان للنوم
إني أكره الوجد ويوجعني الفكر
دعينا نتحاب في هدوء
فالحب في كوخه المظلم الآمن
يوتر قوسه المشؤومة
وأنا عليم بذخائر مسالحه القديمة
إنها الجريمة والعرب والجنون ـ يا زهرتي الشاحبة
ألست مثلي شمساً خريفية
يا لؤلؤتي التي لا أبرد ولا أشدّ منها بياضاً
*
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار
جورجيت الطيّار

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> الغريب

قل لي , أيّها الرجل المُحيّر , من تحب أكثر ,
أباك , أمّك , أختك أم أخاك ؟
ليس لي أب أو أم أو أخت أو أخ .
أصدقاءك ؟
ها أنت ترطن بشيء مازلت أجهله .
وطنك ؟
لا أدري أين هو .
الجمال ؟
أحبّه عن طيب خاطر لو كان معبودة خالدة .
الذهب ؟
أمقته بشدّة .
حسن ! ماذا تحب أيّها الوحيد الفريد ؟
أحب الغيوم ..... قطع السحاب ..... هناك .....
في الأعالي ..... الغيوم الرائعة .

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> الدعوة إلى السفر

(القصيدة)*
*
ولدي، أختي،
أحلمْ بطريقة لطيفة
أحلْم بأن نذهب إلى هناك،لنعيش جميعاً
ارغب في الراحة
أحب ومْت،
في البلد الذي يشبهك !
شموُسه المبللة
من هذي السماوات الملبدة
من أجل روحي لها المفاتنُ
المكتنفة كثيرا بالأسرار
مفاتن عينيك الخائنتين،
تلمعان عبر دموعهما
هناك ... كل شيء ليس إلا نظاما وجمالا،
فخامة، هدوءا، واشتهاء حسيا.
.
سوف يزين غرفتنا،
أثاث متوهج،
صقلته السنون؛
الزهور النادرة جدا
تمتزج أرائجها
بروائح العنبر الملتبسة
] وإذا لقيت، هناك، لقيت [ السقوف الباذخة
والمرايا العميقة،
والتألق الشرقي،
كل شيء سوف يتحدث هناك.
إلى النفس سرا
لغة مسقط رأسه العذبة.
.
هناك ... كل شيء ليس إلا نظاما وجمالا،
فخامة، هدوءا واشتهاء حسيا.
أطلي على هذه القنوات
حيث تنام هذه البوارج
مزاجها شارد؛
ومهما تبحر من أقصى العالم
فلكي تشبع أقل رغبتك
- الشموس الراقدة
تكسو الحقول،
والقنوات، والمدينة كاملة،
بالياقوت الأحمر وبالذهب؛
وينام العالم
في ضوء ساخن
هناك ... كل شيء ليس إلا نظاما وجمالا،
فخامة، هدوءا واشتهاء حسيا.
*
ترجمة : محمد الإحسايني
نشر بودلير، "الدعوة إلى السفر"، ثلاث مرات (1857، 1861، 1862) وهنا القصيدة.
Baudelaire les Fleurs du Mal. Spleen de Paris et Idéal*
(l’Invitation au voyage) p.p 136, 138

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> القارورة

ظلت تنام،
ألف بنات أفكار
في خدر حزين
ترتعش بهدوء
في الظلمات الكثيفة
التي تنفض جناحها وتنطلق
مموهة باللازورد،
مصقولة بالورد،
مزركشة بالذهب
ها هي الذكرى النشوى التي تختلج
في الهواء المضطرب؛ تنغلق عيناي؛
يأخذ الدوار نفسي المنهزمة ويدفعها بيدين اثنتين
عبر هوة مظلمة من الأبخرة الإنسانية العفنة،
.
كذلك عندما أصبح تائها في الذاكرة
عندما ُأرى مرميا في زاوية مرآة مشؤومة،
هناك رجال، أيتها القارورة الشائخة المحزونة،
الفانية المغبرة، القذرة، الخسيسة، اللزجة، المشقوقة
.
سأصبح نعشك أيتها النتانة الودود
شاهد قوتك وشدتك
عزيزي السم الذي يضنيني، يا حياة وموت قلبي !
*
(القارورة) "أزهار الشر" شارل بودلير
ترجمة محمد الإحساين

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> الشاعر والطائر

كثيراً ما يمسك بحّارة السّفن، وهم يلهون،
بعض طيور "القوطرس"، تلك الطيور البحرية الضخمة،
التي تتبع السفن ماخرة العباب، وترافقها محلّقة بخمول،
ولا يكاد البحّارة يضعونها على ظهر السفينة،
حتّى تترك هذه الطيور، التي كانت ملوك الأجواء،
أجنحتها الكبيرة تتدلى كالمجاذيف وتزحف على جانبيها،
هذه الطيور المهاجرة، كم تبدو عند ذلك،
ضعيفة وفاقدة الحيلة،
هي التي كانت في الجوّ، ساحرة الجمال،
لكم أصبحت مضحكة وقبيحة يلهو بها البحّارة،
هذا بمشربه، وذاك بتقليده الطائر العاجز عن الطيران.
وأنت، أيها الشّاعر، مثلك في ذلك مثل أمير الأجواء، هذا
الذي يتحدّى العاصفة في الجوّ ويهزأ بالصيّاد،
ولكنّه عندما يقع على الأرض، منفيّاً،
تعيق ذلك العملاق أجنحته الضخمة،
وتمنعه من المشي.

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> الإنسان والبحر

أيها الإنسان الحرّ، سيظلّ البحر عزيزاً على قلبك،
البحر مرآتك، تتأمّل بإعجاب روحك في تموّجاته الأبدية.
ونفسك ليست أقلّ عمقاً من أغواره.
يحلو لك أن تغوص في أحضان صورتك،
وتعانقها بعينيك وبذراعيك، بينما يلهو قلبك أحيانا
عن أهوائه، بالاستماع إلى صخب وهدير أمواج البحر، العاتية،
أنتما الاثنين، غامضان ومتكتّمان.
أيها الإنسان، لم يستطع أحد سبر خفايا نفسك.
أيها البحر، لا يعرف أحد كنوزك الخفيّة،
لشدة حرصكما، على كتمان أسراركما.
ومع ذلك، فقد مرّت قرون لا تحصى،
وأنتما تتصارعان، دون ندم ولا شفقة،
لفرط ما تحبّان المجازر والموت.
فيالكما من متصارعين أبديين، أيها الأخوان المصرّان على الشراسة والعناد.

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> إلى عابرة

الشارع الصاخب كان من حولي يعوي
وعبرت امرأة، طويلة، نحيلة،
ترفل في الحداد، والألم المهيب، وبيد باذخة ترفع،
وتوازن الأكليل والهدب؛
.
رشيقة ونبيلة، لها ساق تمثال.
وأنا، في عينيها، في السماء الداكنة حيث هب الاعصار
كنت أشرب متشنّجاً كممسوس
العذوبة التي تفتن، واللذة التي تقتل
.
وميض... ثم الليل! – أيها الجمال الهارب
بنظرته التي جعلتني أولد من جديد
هل أراك بعدُ إلا في الأبدية؟
في مكان آخر، بعيداً جدّاً! بعد فوات الأوان! وربما أبداً فأنا لا أدري أين هربت، وأنت تجهل أين مضت بي قدماي، أنت الذي أحببته، وكنت تعرف هذا.
*
ترجمة: أحمد عبدالمعطي حجازي / منشورات الخازندر

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> الباطروس

لكي يزجون أوقات فراغهم يتلهى رجال البحر
بطيور الباطروس تلك المخلوقات البحرية الضخمة
المرافقة الكسولة لجوابي البحار
حينما تشق سفنهم عباب البحر وأجاج الملح...
وما أن تحط قدميها على سطح سفينة
حتى تجر ملوك للآفاق هذى
في رعونة تدعو للرثاء...
أجنحتها الضخمة البيضاء...
كما تنجر المجاذيف على جانبي قارب.
.
ياله من أخرق وضعيف هذا المسافر المجنح ...
لقد كان قبل وقت وجيز يكسوه البهاء...
وهو الآن قبيح ومثير للضحك وللرثاء.
أحدهم يمعن في مضايقته بمداعباته السخيفة المؤذية...
والآخر يومىء إليه ويتبعه هازئا من عجزه المهيض...
.
إن الشاعر شبيه بأمير الآفاق هذا...
يرتاد العواصف ويهزأ من نبل الصياد ...
منفي في الأرض...
وبين الساخرين الأوغاد ...
يعوق خطاه ثقل جناحيه الضخمين المجرورين
*
ترجمة : الدكتور عمر عبد الماجد

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> الملاح المحنك

يا موت !.. أيها الملاح المحنك ،
الموكل بسفر الأرواح ،
آن الأوان فأرفع المراسي،
وهيئ لنا الرحيل
مللنا المقام هنا – يا موت! ..
فعجل الرواح
وإن يكن –أيها الملاح!–
قد أدلهم
أمامك البحر والسماء
فإن نفوسنا التي ألمت بها –
يشع منها الضياء.

شارل بودلير / Charles Baudelaire >> الشبح

LE REVENANT
*
كالملائكة ذات العيون الوحشية
سأعود إلى مخدعك
وأتسلل إليك بغير جلبة مع ظلام الليل
وسأمنحك يا سمرائي
قبلاً باردة كالقمر
ومداعبات أفعوان يسعى حول وكره
وعندما يعود الصباح الكئيب
ستجدين مكاني فارغاً وسيستمر بارداً حتى المساء
وكما يحب بعضهم أن يسيطروا
بالحب على حياتك وشبابك
أنا أريد أن أسيطر بالرعب
*
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار
جورجيت الطيّار

السبت، 23 أكتوبر 2010

وليم شكسبير / William Shakespeare >> سونيت 154

كان إله الحب الصغير مستلقيا ذات يوم وقد غلبه النوم،
وكانت إلى جانبه شعلته التي تضرم نار الهوى في القلوب،
بينما كثير من الحوريات اللاتي أقسمن على الاحتفاظ بحياتهن الطاهرة
يعبرن في قدومهن من جانبه، لكن اليد العذرءا
.
لأجمل واحدة منهن، التقطت تلك الشعلة
التي عقدت بالدفء كثيرا من روابط القلوب المخلصة؛
هكذا كان أمير الرغبات الساخنة
مستغرقا في النوم عندما جردته اليد العذراء من سلاحه.
.
وأطفأتْ تلك الشعلة في أحد الآبار الباردة المجاورة،
فاتخذ البئر من نار الحب حرارة أبدية،
وصار حماماً ونبعاً شافياً
للبشر المصابين. ولما كنت عبدا لحبيبتي،
.
فقد ذهبت هناك أطلب الشفاء، وهذه هي الحقيقة التي وجدتها:
نار الحب تجعل الماء ساخنا، لكن الماء لا يجعل الحب باردا.
*
ترجمة: بدر توفيق
CLIV
The little Love-god lying once asleep,
Laid by his side his heart-inflaming brand,
Whilst many nymphs that vowed chaste life to keep
Came tripping by; but in her maiden hand
The fairest votary took up that fire
Which many legions of true hearts had warmed;
And so the General of hot desire
Was, sleeping, by a virgin hand disarmed.
This brand she quenched in a cool well by,
Which from Love's fire took heat perpetual,
Growing a bath and healthful remedy,
For men diseased; but I, my mistress' thrall,
Came there for cure and this by that I prove,
Love's fire heats water, water cools not love

وليم شكسبير / William Shakespeare >> سونيت 153

رَكَنَ كوبيد شعلته الغرامية إلى جواره وراح في سبات عميق:
ورأت إحدى عرائس ديانا في هذا الوضع فرصتها المواتية
فاستلبته ناره التي تضرم الحب، وأسرعت بغمسها
في ماء الينبوع البارد الذي يتدفق في الوادي بتلك البقعة من الأرض؛
.
اقتبس الينبوع من نار الحب المقدسة، التي حملتها الشعلة
حرارة الوجود وحيويته اللانهائية، التي مازالت باقية للآن،
أصبح النبع ساخنا، يستحم الناس فيه حتى يومنا هذا
ملتمسين العلاج الفعال ضد الأمراض الغريبة
.
لكن شعلة الحب اتقدت مجددا بالنار، عندما نظرت محبوبتي إليها،
ومن باب التجربة لمس كيوبيد صدري؛
فإذا بي، وقد صرت عليلا، أَنْشُدُ العون في النبع الشافي
واتجهت خطاي إلى هناك، ضيفاً حزيناً محموماً،
.
لكنني لم أجد هناك أيّ شفاء: فالنبع الذي يمكن أن يسعفني
يوجد حيث حصل كيوبيد على النار الجديدة، عينا حبيبتي
*
ترجمة: بدر توفيق
CLIII
Cupid laid by his brand and fell asleep:
A maid of Dian's this advantage found,
And his love-kindling fire did quickly steep
In a cold valley-fountain of that ground;
Which borrowed from this holy fire of Love,
A dateless lively heat, still to endure,
And grew a seething bath, which yet men prove
Against strange maladies a sovereign cure.
But at my mistress' eye Love's brand new-fired,
The boy for trial needs would touch my breast;
I, sick withal, the help of bath desired,
And thither hied, a sad distempered guest,
But found no cure, the bath for my help lies
Where Cupid got new fire; my mistress' eyes

وليم شكسبير / William Shakespeare >> سونيت 152

تعرفين أنني من أجل حبك خنت عهود زواجي،
أما أنت فخائنة مرتين، إذ تقسمين بحبك لي؛
فأنت تنكثين بعهد زواجك، كما تمزقين عهدك الجديد بالاخلاص
عندما تؤكدين كرهك لي بعد اندفاعنا للحب من جديد.
.
ولكن لماذا أدينك لأنك تحنثين بالقسم مرتين
بينما حنثت أنا عشرين مرة؟ إني أنا الأكثر خيانة للعهد،
لأن كل ما أقسمت به لم يكن إلا خداعاً لك.
وكل إيماني الصادق بك صار ضائعاً؛
.
لأنني أقسمت اليمين العظمى بحنانك العميق،
أقسمت بحبك، أقسمت بصدقك، أقسمت بوفائك؛
ولكي أجعلك الضوء المشع، أسلمت عيني للعمى،
كيلا تقسمان بشيء عكس ما ترى؛
.
لأنني أقسمت أنك أنت الجميلة: لشد ما أنا كاذب سفيه،
إذ أقسم ضد الحقيقة، بهذا الكذب الكريه.
*
ترجمة: بدر توفيق
CLII
In loving thee thou know'st I am forsworn,
But thou art twice forsworn, to me love swearing;
In act thy bed-vow broke, and new faith torn,
In vowing new hate after new love bearing:
But why of two oaths' breach do I accuse thee,
When I break twenty? I am perjured most;
For all my vows are oaths but to misuse thee,
And all my honest faith in thee is lost:
For I have sworn deep oaths of thy deep kindness,
Oaths of thy love, thy truth, thy constancy;
And, to enlighten thee, gave eyes to blindness,
Or made them swear against the thing they see;
For I have sworn thee fair; more perjured eye,
To swear against the truth so foul a lie

وليم شكسبير / William Shakespeare >> سونيت 151

الحب صغير جدا على معرفة معنى الوعي
ومع هذا، فمن ذا الذي لا يعرف أن الوعي وليد الحب؟
لا تحشدي التهم ضدي، إذن، أيتها المخادعة الرقيقة
كيلا يثبت أن المدان في أخطائي هو ذاتك الجميلة.
.
لأنك، عندما تخدعينني، فإنني أخدعُ
أكثر أعضائي نبلا بالخيانة العظمى لجسدي بأكمله؛
تقول روحي لجسدي إن الواجب عليه
أن ينتصر في الحب، والجسد لا ينتظر مزيدا من التعليل،
.
لكنه يهب فور ما يطرح اسمك ويشير إليك بالتحديد
لأنك أنت غُنْم انتظاره، منفوشاً بهذي الكبرياء،
وهو مقتنع بأن يكون البائس الكادح من أجلك،
منتصبا في شئونك، مُنْطرحاً إلى جانبك.
.
لا تعتبروني لست واعيا بما فيه الكفاية حين أدعوها "حبيبتي"
تلك التي في حبها الغالي أسمو وأسقط.
*
ترجمة: بدر توفيق
CLI
Love is too young to know what conscience is,
Yet who knows not conscience is born of love?
Then, gentle cheater, urge not my amiss,
Lest guilty of my faults thy sweet self prove:
For, thou betraying me, I do betray
My nobler part to my gross body's treason;
My soul doth tell my body that he may
Triumph in love; flesh stays no farther reason,
But rising at thy name doth point out thee,
As his triumphant prize. Proud of this pride,
He is contented thy poor drudge to be,
To stand in thy affairs, fall by thy side.
No want of conscience hold it that I call
Her love, for whose dear love I rise and fall

وليم شكسبير / William Shakespeare >> سونيت 150

من أي طاقة خفية ملكت هذي السلطة القوية
لتحكمي قلبي بما فيك من نقصان؟
ولتجعليني أُكذّبُ ما أراه في الحقيقة
وأقسم أن الضوء لا يُجَمِّلُ النهار؟
.
كيف تأتت لك قدرة إضفاء الحسن على الأشياء السقيمة،
ففي أشد حالات الرفض لما تفعلين
هناك نوع من القوة وضمانة من المهارة
تجعلني أرى أسوأ ما لديك يفوق أعظم شيء سواه؟
.
من الذي علمك الوسيلة التي تجعلني أزداد حباً لك
كلما زاد ما أسمعه وما أراه من الأسباب التي تدعو إلى كراهيتك؟
آه، رغم أنني أحب ما يكرهه الآخرون،
عليك ألا تكرهيني مثلما هم يفعلون.
.
إذا كانت تفاهتك هي التي دفعتني إلى حبك،
فما أشد جدارتي لأكون محظياً بغرامك!
*
ترجمة: بدر توفيق
CL
O! from what power hast thou this powerful might,
With insufficiency my heart to sway?
To make me give the lie to my true sight,
And swear that brightness doth not grace the day?
Whence hast thou this becoming of things ill,
That in the very refuse of thy deeds
There is such strength and warrantise of skill,
That, in my mind, thy worst all best exceeds?
Who taught thee how to make me love thee more,
The more I hear and see just cause of hate?
O! though I love what others do abhor,
With others thou shouldst not abhor my state:
If thy unworthiness raised love in me,
More worthy I to be beloved of thee

وليم شكسبير / William Shakespeare >> سونيت 149

هل تستطيعين القول، أيتها القاسية، أنني لا أحبك
حين أكون ضد نفسي منحازاً إلى جانبك؟
ألم أكن أفكر فيك، عندما نسيتُ
كل شيء يخصني تماماً، من أجلك أنت؟
.
من ذا الذي يكرهك وأدعوه رغم هذا صديقي؟
وهل أتودد إلى من تقطبين في وجهه؟
لا، فلو قطبت بوجهي أنا، أفلا أعمل
على الانتقام من نفسي بما أعانيه الآن؟
.
ما هي الفضيلة التي أحترمها في نفسي
والتي تعتز بنفسها إلى درجة الترفع عن خدمتك
بينما أفضل ما عندي يُقدس نقائصك
مُسَيراً بالإشارة التي تصدر من عينيك؟
.
واصلي إذن، أيتها الحبيبة، كرهك لي، لأني أعرف الآن أفكارك
أنت تحبين أولئك الذين يستطيعون الرؤية، وأنا رجل أعمى.
*
ترجمة: بدر توفيق
CXLIX
Canst thou, O cruel! say I love thee not,
When I against myself with thee partake?
Do I not think on thee, when I forgot
Am of my self, all tyrant, for thy sake?
Who hateth thee that I do call my friend,
On whom frown'st thou that I do fawn upon,
Nay, if thou lour'st on me, do I not spend
Revenge upon myself with present moan?
What merit do I in my self respect,
That is so proud thy service to despise,
When all my best doth worship thy defect,
Commanded by the motion of thine eyes?
But, love, hate on, for now I know thy mind,
Those that can see thou lov'st, and I am blind