احساس مجروح

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

مملكة النساء




عن الحرب وعن الحياة وصعوبتها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في بداية الثمانينيات في القرن الماضي روت سبع نساء، وعن نجاحات المرأة وصمودها في ظل غياب الرجال إبان الغزو الإسرائيلي للبنان كان تركيز فيلم 'مملكة النساء: عين الحلوة' للمخرجة الفلسطينية دانا أبو رحمة الذي عرض مساء أمس الأحد في قصر رام الله الثقافي، بحضور لفيف من المهتمين ومحبي السينما.

يركز فيلم 'مملكة النساء..'، الذي عرض في سياق مهرجان 'شاشات السادس لسينما المرأة في فلسطين' الذي افتتح رسميا في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، على الروح الاجتماعية والتنظيمية لدى النساء الفلسطينيات في مخيم عين الحلوة للاجئين بين عامي 1982 و1984، فبعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 دُمر المخيم وسجن الرجال، وخلال تلك الفترة تمكنت النساء من إعادة إعمار المخيم، وحماية عائلاتهن في وقت كان رجالهن في الأسر، فقد جبلنّ الإسمنت بأيديهن، ورفعن الحجارة فصنعن منها بيوتا.

يدور الفيلم الذي انتج عام 2010 حول ذكريات سبع نساء فلسطينيات يعشن في مخيم عين الحلوة (خديجة عبد العال، وعبلة حسن، وصبحية موعد، وأمل شهابي، ورجاء شبايطة، وحليمة شناعة، ونادية زعتر)، قالت أبو رحمة عنهن يوما 'هن باهرات منحنني أملاً كبيراً، وأتمنى أن يكون فيلمي قد تمكّن من التقاط القوة التي تميّزهن وعرضها'.

يتنقل الفيلم بين الماضي والحاضر زمانا، وبين رسوم متحركة من صنع الفنانة لينا مرهج وحياة يومية مكانا، وفي جو من الموسيقى التصويرية الجميلة التي صنعها الفنانان حاتم إمام وعمر خوري. وتمتزج مشاهد الفيلم بما التقطته الكاميرا وأرشفته آنذاك (بين عامي 1982 و1984) وبالرسم المتحرّك استناداً إلى الخبر الصحافي، وبروايات الشاهدات السبع اللواتي يتذكرن تفاصيل دقيقة عن ما عايشنّ في تلك الفترة.

تختتم أبو رحمة فيلمها كما بدأته، بمشهد الحلي المفروشة على السرير والمصنوعة يدويا من عمل نساء فلسطينيات أسرن في سجون الاحتلال، غير أن في البداية كان المشهد أكثر تأثيرا باستعادته الفترات العصيبة التي عانى منها الفلسطينيون في مخيم عين الحلوة خلال الغزو الإسرائيلي له في تلك الفترة المذكورة.

دانا أبو رحمة المخرجة السينمائية الفلسطينية، في عقدها الثالث، التي لم تتمكن من الحضور إلى رام الله للمشاركة في مهرجان 'شاشات' نشأت وتنقلت بين أبو ظبي وعمان، وحصلت على شهادة بالإعلام في جامعة بنيويورك، وعملت مخرجة ومدرسة في الحقل الإعلامي الشبابي هناك، وتقيم حاليا في العاصمة اللبنانية بيروت حيث تدرس في الجامعة اللبنانية الأميركية، قدمت أبو رحمة عام 2004 أول فيلم وثائقي طويل بعنوان 'لوقت أيش' جسد الحياة الخاصة لأربع عائلات فلسطينية تعيش في مخيم الدهيشة للاجئين في الضفة الغربية، وفيلم 'مملكة النساء' الذي كرسته كمشروع للتاريخ الشفوي بمبادرة من مركز الموارد العربية للفنون الشعبية 'جنى'.

مهرجان 'شاشات السادس لسينما المرأة في فلسطين' بدأ في السادس من الشهر الجاري عروضا سينمائية في جامعات ومدارس ومواقع مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة، صاحبها أحيانا لقاءات مع سينمائيين فلسطينيين وعالميين، وشهدت قاعة قصر رام الله الثقافي مساء يوم الخميس الماضي الافتتاح الرسمي للمهرجان بعرض فيلم 'ليلى والذئاب' للمخرجة اللبنانية هيني سرور المقيمة في فرنسا، وهي في الوقت الحاضر في زيارة لفلسطين.

ولفتت مديرة المهرجان علياء أرصغلي الانتباه إلى أن أفلام المهرجان لهذه الدورة توزعت على ثلاثة محاور، وهي: متابعة استرجاع الأرشيف السينمائي الفلسطيني، وتمثل في عرض فيلم 'ليلى والذئاب' الذي انتج عام 1984 والذي يبحث في الدور الذي لعبته النساء الفلسطينيات واللبنانيات في كفاحهن الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما ستختتم 'شاشات' مهرجانها بشكل رسمي مساء اليوم الثلاثاء بعرض فيلم للمخرجة سرور أيضا وهو 'ساعة التحرير دقت..برة يا استعمار' الذي انتج عام 1974(وهو أول فيلم يعرض لمخرجة عربية في مهرجان 'كان' السينمائي).

ووفق أرصغلي، المحور الثاني لأفلام المهرجان هو عن المرأة والحرب، إذ عرض فيلم للمخرجة دانا أبو رحمة بعنوان 'مملكة النساء'، وفيلم مي عودة بعنوان 'يوميات'. في حين تمثل المحور الثالث في عروض لمخرجات شابات، فقد تم مساء أمس عرض فيلم 'فردوس' للمخرجة السويدية الشابة أهانغ باشي، وسبعة أفلام لشابات فلسطينيات بعنوان 'صيف فلسطين'.
وقد أبدت أرصغلي والمخرجة هيني سرور إعجابهما بالفيلم، وقالت سرور إن عروض 'شاشات' سيما للشابات منها 'تستحق أن تعرض في دول العالم وفي المهرجانات المختلفة'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق